" سلام يااا أونيون !! " قصة قصيرة بقلم الشاعر تامر جاويش

 



قصة قصيرة 

    " سلام يااا أونيون !! "


...

رأيتها فى السوق - وليس لأول مرة - حلوة كعادتها .. بضة ملفوفة القوام .. خدها مشوب بالحُمرة يتورد حينا بلون الورد .. دنوت منها .. تراجعت .. تحفزت ومددت يدى أتحسس ملمسها الناعم.. راحت تتفلت من يدى وتتدحرج بين أخواتها اللائى لا ينقصن عنها جمالا  وكأنهن قطع من ياقوت تراصت  أمامى ..مددت يدى ألاحقها حيثما تذهب حتى أمسكتها وأحطت خصرها بأصابعى  فلم تتفلت .. سألتها : لم تتدللين على اليومَ وأنا حريص عليك وكنت - ولا تنكرين - أصحبك بأجر زهيد إلى منزلى فأنزع قشرتك حتى تسفر لى عن أديمك الأبيض فأشق - مسرعا - قميصك الوردى هذا وأطبخك طبخا وألتهم جسدك التهاما وأشعر بنشوة مابعدها نشوة رغم رخص ثمنك .. مالك اليوم تتدللين علَىَّ وعلَى بيتِى وحَلَّتِى وشوائِى وتنزعين نزوعا لمن هو أكثر منى مالا وأعز طلبا؟!!  ومالك تطلبين منه - دون حياء منى - مهرا أغلى مما أطيق ياغاليتى ؟!!

قالت فى دلال : لم تعد من مستواى فلم يعد ثمنك ثمنى ..  أنا كل يوم بثمن فلا تعجب .. يوما سترانى هنا بثمنى عارية هكذا وآخر سترانى مغلفة على شاشات التلفاز واسمى يذاع فى البورصه والطائرة تقلنى فى أبهى شياكتى وكمال أنوثتى للخارج ليتلذذ بى الأجانب الذين يعرفون قيمتى ويقدرون ثمنى ..  وستنزعج إذا عرفت ثمنى يا اا .. آسفة لم أعد أتذكر اسمك فقلت لها : صدقت فقد تغير اسمى من محدود الدخل إلى معدوم الدخل 

قالت بترفع يليق بأنوثتها وبتهكم يليق بفقرى وبعجز يدى التى تراخت عن خصرها الوردى و ونفس راحت ترمقها بعين تعودت على الانكسار :

للعلم يااا أستاذ يااا معدوم الدخل أنا أيضا اسمى تغير لم يعد اسمى " بصله" لو سمحت .. أنا اسمى :

 " أونيون " يااا .. معدوم !!! .. لم أنبس ببنت شفه وأنا أراها تقفز مع أخواتها الحسناوات فى سيارة فارهة ليبتلعهم الطريق و الصمت - رغم ضجيج السوق - يطبق على نفسى إلا من هاتف بداخلى يصيح ساخرا :

سلاااام ياااا .. آنسه " أونيون " !!!


... 

بقلم 

الشاعر

تامر جاويش


https://www.facebook.com/profile.php?id=100055489411445&mibextid=ZbWKwL



تعليقات