"🌹مع البهاء على شذى الأوركيد 🌹"
فى أحضان قاهرة المُعزِّ وعلى ضفاف النيل بين أنفاس الحضارة وعطرِ الأصالةِ وعبقِ التاريخ وعلى شذى زهرة الأوركيد الذهبية بقاعة " الأوركيد" بمؤسسة " تنمية الأسرة " بالعجوزة انطلقت فعاليات الأمسية السادسة لواحة أمير الشعراء
تحت رعاية عميدها الشاعر الكبير " خالد سعد فيصل "
سادنِ الفصحى الأصيل وبحضور كوكبة من العلماء البارزين وشعراء الفصحى السامقين عزف الحضور أنغام السرور و هف النسيم بشذى العطور مع هلال البهى الجسور وأسد القضاء الهصور معالى المستشار الأديب اللامع " بهاء بك المرى "
الذى صعد المنصة فاستدار عليها القمر مع انبساط وجهه الهادىء فى ابتسامته المعهودة التى تحمل شخصية القاضى المصرى الأصيل كما يجب أن يكون فإذا بالشموخ يعانق التواضع والعلم الغزير فى رداء الأدب فى مأدبة علمية ثقافية أدبية شعرية فريدة اهتزت لها جنبات القاعة إعظاما وإجلالا لهيبة القضاء الذى يتزيا زى الفصحى الخالدة برقة جرسها، وهمسات حروفها ،وسحر بيانها ، وعظمةقيمها الخالدة بخلود أهلها، والسامية بسمو دينها .
وأى علَمٍ يفوق المرى وهو الفارس الذى لا يشق له غبار كما رأينا وشهدنا فى قاعات المحاكم ومنتديات الأدب عبر حياةٍ حافلةٍ بالإبداع صورها الفيلم التسجيلى الرائع الذى أعده المهندس والأديب اللامع على جبل عن حياة المستشار وتاريخه الحافل المحلى بالشرف الرفيع.
وتنطلق الفعاليات بآيات من قدس الجلال وأسمى مقال من كتاب رب العالمين الذى لم يدع لعدو الفصحى أي مجال لينال منها منالا إلا زفرات الحقد واليأس فحاشا لله أن ينال من الفصحى موتور أو غرٌّ مغرور ولواؤها قرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار .. وعلى أنغام السلام الوطنى يقف الحضور معلنين أن الأمة الخالدة العتيقة الأصيلة التى ترتكز على قواعد التاريخ الإنسانى هى الملهم الأول للعتق والأصالة فى نفس كل عاشق لهذا الوطن الخالد وقيمه النبيلة ، وكأن الواحة تعلن أن شرارة البدء تُقدح من أصالتين : أصالةِ القرآن الخالد ولغته السامية المحفوظة بأمر الله ، وأصالةِ أمتنا الخالدة بقيمها النبيلة وشخصيتها المصرية الفريدة المحفوظة بأبنائها المحافظين وكأن لسان الواحة يصرخ فى كل غيور هلموا يا حماة الأصالة فإن الوطيس قد احتمى وقدآن الأوان لنجتمع تحت مظلة الأصالة للحفاظ على عروبتنا وقيمنا الأصيلة التى تعاورت عليها أذناب البشر من المدعين للفكر والثقافة وهم رويبضة تافهون لا يفقهون أو هم كما أبدع القرآن فى تصويرهم كالحمار يحمل أسفارا فكيف لهؤلاء أن يبصروا للجمال أسرارا او يسبروا له أغوارا .
وتالله إن للأصالة بريق يصحبه جلال العتق وعتق الجلال فى هذه الأمة الفريدة الخالدة وهو ماتجلى على لسان معالى المستشار " بهاءالمرى " وهو يتحدث عن الأدب القضائى وتاريخه عارضا لنماذج خالدة من كلمات القضاة الخالدين فى حوادث شتى مرت فى عمر هذا الوطن الصبور مثبتا بالدليل من الأدب القضائى كيف كانت الفصاحة وبيانها الساحر وأسلوبها الفريد عاملا مؤثرا فى أحكام القضاء وتوجيه الحكم وجهته الصحيحة وكيف أن الكلمة المحكمة قد تنقذ حياة برىء وأنها إن أهملت وشابها التقصير المخل قد تكون سببا فى إيقاع الظلم على نفس بريئة تُطعنُ بغير حقٍّ فى إنسانيتها مؤكدا على أن الفصاحة هى التاج الذى يزين أى لسان فى كل مجال إنسانى يستخدم القول أداة للتعبير وأنها وعاء يستوعب كل علم وفن مشيرا إلى بعض القضاة الذين يعجزهم القول فيأنسون ضعفا منهم إلى عبارات نابية تمجها الأسماع ولن أطيل فى الحديث عما قدمه المرى من وجبة دسمة تنم عن علم غزير وأدب رفيع فكل ما قال موثق على صفحات الواحة الغراء لمن يريد المشاهدة والاطلاع .
هذا على المستوى العام وأما على المستوى الشخصى فأنا لا أستطيع أن أخفى سعادتى وأخى الحبيب خالد سعد يُسِرُّ إلىَّ بعد أيام من الأمسية الخامسة التى شرُفتُ بالمشاركة فيها أنه ينوى أن تكون الأمسيةُ السادسةُ عن الأدبِ القضائى وإذا بنا فى صوت واحد نقول " ليس لها إلا المرى فهوخير من يزين محافل القضاء والأدب " .
وأَهتزُّ سعادةً مرة أخرى حين يُفاجئُنى أستاذنا الحبيب " خالد سعد" أننى من اتنى عشر شاعرا تقرر اختيارهم للإلقاء أمام المستشار وإحياء الأمسية السادسة للواحة وأنه علىَّ أن استعد بقصيدة تليق بالمناسبة وضيفها الكريم فأى شرف هذا الذى تقلدت !
وأهُبُّ لقلمِى لأكتبَ فتفرُّ منى الكلماتُ وكأنها تعجز أن تتصدى لمقام المرى الرفيع وتتضاءلُ الحروفُ فأيُّهَا يصفُ هذه القيمةَ والقامةَ الأدبيةَ الرفيعةَ التى تتبارَى فى وصفها الكلماتُ فكتبتُ ومزقتُ كثيرًا حتى انتهيتُ إلى ما وصلت إليه القصيدة بعد جهد وعناء وأملى أن أكون قد أحسنت أوقاربت الحسن فى هذه المهمة الصعبةوالمسئولية التى حملتها لى الواحة أمام هذا الضيف الكبير وهذه الكوكبة من العلماء والنفاد السامقين .
وأخيرا أسمع المنصة تنادى بصوت اللامعه الأستاذه القديرة والشاعرة الجليلة "شريفة السيد"
فأ طوى الخطوات فى طريقى نحو المنصة فأرى فارس القضاء والأدب يبتسم ويهمس لأخى خالد سعد بصوت مسموع للجميع قائلا " صديقى العزيز " ويفاجئنى حين اقتربت من المنصة بوقوفه فى أسمى مشاهد الشموخ والتواضع مادا يده ليسلم على ويشد على يدى فى مشهد مهيب و مشرف أمام الحاضرين وأمام ابنى الحبيب هشام الذى شارك معى فى حضور الأمسية فأى شرف قلدتنا بهذا الأدب الجم معالى المستشار الحبيب ؟!! فأنت الذى تقف لك الدنيا هيبة وإجلالا
وأصعد إلى المنصة وأشدو بمدح صادق من قلب صادق الحب والود لرجل يستحق وعن جدارة
فأقول :
اليومَ يزهُو الشعرُ والشعراءُ
ويَزِينُ مَحفلَنَا البهِىَّ بهـاءُ
،،
نجمٌ هوَ المُرِّىُّ يزهرُ بيننَا
وبنورِهِ غمرَ القلوبَ سناءُ
،،
قد هلَّ كالعيدِ السعيدِ بواحَتِى
فتعطَّرت من نفحِهِ الأجواءُ
،،
ذاكَ الأديبُ الألمعىُّ ويالَهُ
فبذكرِه تتسابقُ الأنباءُ
،،
أسدُ العدالةِ لا يهابُ بصولةٍ
وبعدلهِ تتسامرُ الأصدَاءُ
ونمضى فى هذا العرس الأدبى الرائع على شرف معالى المستشار الجليل لنصل إلى فقرة المداخلة مع معالى المستشار التى أدارتها معالى الدكتورة الأديبة الفريدة الدكتورة " عبير زكريا"
التى تلقت عشرات الأوراق من الحاضرين تتضمن أسئلة موجهة لمعالى المستشار الجليل فتفاجئنى باختيار سؤالى ضمن أربعة أو خمسة أسئلة اختارتها معالى الدكتورة عبير لتناسب وقت الفقرة المحدد وأشكر لها هذا الحس العلمى والأدبى فى انتقاء الأسئلة المقدمة لمعالى المستشار ومدى رقيها فى إجراء الحوار بحرفية واقتدار.
فأقف مرة ثانية لأطلب من معالى المستشار طلبا يتقلب بين الحلم والرجاء أن يضطلع بإعداد موسوعة شاملة لكل ما ترنم به العرب من شعر العدل تكون بمثابة تأريخ لهذا اللون من الشعر الخالد .
وأنتهز الآن الفرصة ثانية فى هذه الكلمة التى أنا بصددها فأوجه من على صفحة الواحة الغراء ومنبرها السامى هذه الرسالة الآتى نصها لمعالى المستشار والأدبب الكبير :
" سيدى الحبيب معالى المستشار بهاء الدين المرى قلما يمن علينا الزمان بقاض مثلك تربى على الأصالة والقيم العربية الأصيلة لهذه الأمة الخالدة التى تضرب جذورها فى أعماق التاريخ واستقى علمه من ينابيع المعرفة الصحيحة والتراث الأصيل والقيم النبيلة وامتلك ادوات التعبير وفنون القول معجما وتركيبا وأسلوبا وبيانا وإيقاعا وانصهر هذا كله فى روح شفافة وقلب نابض بالعطاء ومكارم الأخلاق ولاسيما هذا الأدب والتواضع الجم الذى يسمو بك رفعة وشموخا وهو ما يدفعنا من مسئوليتنا نحو لغتنا الماجدة وفنها الخالد أن نطالب سيادتك باسم كل عربى غيور على فننا الخالد أن تضطلع بإعداد موسوعة شعرية تؤرخ لشعر العدل عبر تاريخه مشفوعة بتعليقاتك ولمحاتك النقدية التى لا شك أنها ستكون نبراسا هاديا للأدباء والقضاة وإننى أتخيل هذه الموسوعة فأجدها من أعظم الأسفار التى ستضمها المكتبات ما خرجت إلى النور وسيكون مصيرها هو الخلود بين أمهات الكتب والمراجع الأدبية فى أدب العدل وشعره .
وإننا نعتبر هذا تكليفا ومسئولية تاريخية يضعها تاريخ الأدب القضائى على عاتق أمير الأدب القضائى فهل تتحرك شهية أديبنا الكبير وهو خير من يضطلع بهذه المسئولية وهل نسمع منه إشارة القبول ونرى شرارة البدء قريبا ونحن على أهبة الا ستعداد لأى شكل من أشكال المساعدة ورهن إشارة معالى المستشار وقتما يشاء وكيفما يريد
فنبضات القلب تهفو وتتطلع لهذا الإنجاز الأدبى الفريد وتحلم بأن يمنحنا معالى المستشار شرف
التقديم لهذا العمل حين يخرج إلى النور فيطوقنا بالمجد والفخر أبد الدهر .. محبتى التى تعلم أخى وصديق الذى أشرف به معالى المستشار الجليل الشامخ الخلوق بهاء بك المرى .
...
بقلم
الشاعر : تامر جاويش
" عضو اللجنة الاجتماعية بواحة أمير الشعراء "






